الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي احدى ضرائب التطور التقني التي يدفعها المجتمع بسبب بعض السلوكيات المريضة للبعض من خلال الاستخدام السلبي لهذا التطور، وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي جملة من الانتهاكات من اكثرها شيوعاً الابتزاز الذي يتم عن طريق انتحال الصفة في اكثر الاحيان وما يحمل ذلك في طياته من مشاكل كثيرة للمجتمع ربما تبدأ برسالة بسيطة تتحول لمكالمة فيديوهات او صوتية مسجلة لتنتهي بقضية كبيرة.
ولمواجهة هذه المشكلة لابد من بعض الاجراءات التي ربما تحد من هذه الجريمة ومنها :
-مسئولية الآباء مهمة مراقبة الابناء في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يكونوا ضحية للابتزاز او لا يمارسوا الابتزاز للآخرين
- ضرورة متابعة الأبناء وحثهم على كيفية اختيار الاصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي
- ضرورة ابلاغ السلطات المختصة عن هذه الجرائم حال وقوعها .
- ضرورة التثقيف على الاستخدام الامثل لمواقع التواصل الاجتماعي
- تفعيل الآليات الحكومية لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي قدر المستطاع
وبكل تأكيد أن الانفتاح الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة كانت فيه ايجابيات وكذلك سلبيات، ومن سلبياته أن اي شخص يمكنه انشاء صفحة او موقع له من خلال هذه المواقع مما سبب الكثير من المشاكل وخاصة الابتزاز الذي نشاهده ونسمع عنه، وهنا يبقى على الشخص نفسه ان يضع الضوابط الخاصة له عند استخدام المواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يقع بالمحظور، اما اذا تحدثنا عن إيجابياتها فهي كثيرة كونها احدثت نقلة نوعية بالتواصل الاجتماعي مع مختلف الشرائح سواء داخل البلد او خارجه، فضلا عن كونها اصبحت اداة للتواصل بمختلف اشكاله.
ويتفقفي الرأي العديد من الناشطين باعتبار ابتزاز الفتيات يمثل ظاهرة مخيفة واصبحت واسعة الانتشار، واكثر الضحايا الفتيات، حيث يتم ابتزازهن بالصور او فيديو او حتى برسائل تمت كتابتها، المشكلة عدم الحذر وقلة الوعي مما يجعلهن صيداً سهلاً لضعاف النفوس، وهن من يعطي الوسيلة عبر الثقة المفرطة والتي في غير محلها، وحصلت مشاكل كبيرة وبعضها تحول لصراع عشائري، واحياناً تم ذبح فتاة بذنب صورة نشرها احد المبتزين، او حالات الطلاق التي سببها الابتزاز، واغلب مطالب المبتزين اما اموال او جنس، اعتقد نحتاج اليوم للتثقيف عبر الاعلام والمنابر والصحف والاذاعات وحتى المدارس والجامعات، وأن تكون المرأة والرجل حذران جداً في المراسلات، مع اهمية محاربة المبتزين عبر البحث عنهم واصطيادهم..
ويؤكد متخصصون في القانون الجنائي أن الابتزاز على صفحات التواصل الاجتماعي ينتشر بشكل مخيف في الآونة الاخيرة، والذي يأخذ صوراً متعددة وخاصة في الاوساط الشبابية بين كلا الجنسين، بهدف الحصول على منافع مادية او تهديد او تسقيط اجتماعي او سياسي في الاوساط السياسية، وللوقوف امام هذه الظاهرة والتي تعد جرائم لا تختلف عن جرائم الاحتيال او التهديد او الشروع في القتل وجرائم السب والقذف وغيرها من الجرائم التي حددها قانون العقوبات العراقية، يجب الشروع في اصدار تشريع خاص يجرم الابتزاز على صفحات التواصل الاجتماعي، وكذلك التوعية والتثقيف للشريحة التي تستخدم الفيسبوك من الوقوع في ممارسات خاطئة التي تستغلها مافيات الفيس في هكر والدخول الى صفحات مستخدمي الفيس لسرقة الصور العائلية والوثائق ثم استخدامها في عملية الابتزاز، ضرورة استحداث جهة امنية الكترونية رسمية مرتبطة بالجهات الامنية تقوم بمكافحة جرائم الابتزاز الالكتروني وكشف المواقع التي تدير منها هذه المافيات اعمالها، وقيام هيئة الاتصالات والاعلام بمسؤولياتها بشأن الابتزاز الالكتروني، وتوعية الشباب وطلبة الجامعات بشأن الشائعات السلبية التي تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي ومكافحتها بالأسلوب العلمي المدروس كالرد على تلك الشائعات، ومراقبة الدولة شركات الاتصالات العاملة في العراق ومنعهم من بيع شرائح الخطوط مجانا او دون ضوابط التي تستخدمها المافيات في ابتزاز وتهديد المواطنين، لوضع حد قانوني واجرائي لعمليات الابتزاز في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يؤكد اعلاميون ، ان الابتزاز الإلكتروني قانوناً هو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو فيديوهات أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح (المبتزين) كالإفصاح عن معلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية، وعادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيس بوك، تويتر، وإنستغرام نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع، واعتقد ان تزايد عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة، كما اعتقد ان تجنب قبول طلب الصداقة من قبل أشخاص غير معروفين وعدم الرد والتجاوب على أي محادثة ترد من مصدر غير معروف، تجنب كذلك عدم الانجذاب الى الصور الجميلة والمغرية، يجنبنا الوقوع في فخ الابتزاز.